الكوكيبات السيّارة و النيازك تهدد كوكب الأرض بالفناء *
من المعروف لدى العلماء أن أعدادا كبيرة من الكواكب السيارة انقضت آجالها من قبل من نحو مائتين وخمسين مليون سنة ولهذا السبب اختفى الكثير من الكائنات نتيجة التطورات الجيولوجية الناجمة عن ذلك.
وقد اختفى نحو تسعين في المائة من جميع الكائنات البحرية، وحوالي سبعين في المائة من الحيوانات العظمية على الأرض التي اندثرت بفعل تلك العوامل، والسؤال الكبير هو ما سبب ذلك؟
لقد أفترض علماء في السابق بان اصطدام كوكب سيار، مماثل للكويكب الذي يعتقد انه قضى نهائيا على الديناصورات قبل نحو خمسة وستين مليون عاما، هو الذي أدى إلى الانقراض الجماعي.
ويقول فريق من العلماء العاملين في مؤسسات أبحاث في الولايات المتحدة إن لديهم الآن أدلة تدعم وتؤيد هذا الافتراض ويوضحون أنهم وجدوا أثرا لأنواع نادرة من الغازات التي لا تتكون إلا في الفضاء محشورة في مواد كربونية داخل عينات صخور عثر عليها في أنحاء مختلفة من العالم يعود تاريخها إلى مائتين وخمسين مليون سنة.
وتشير جمهرة العلماء، التي نشرت بحثها في مجلة ساينس العلمية، إلى دليلهم القائل بأن أحد الكواكب السيارة أو الكويكبات قد اصطدم فعلا بالكرة الأرضية، فانتشرت بقاياه مكونة سحابة عملاقة من الغبار حول الأرض , ولكنهم يقولون إنهم مع ذلك لا يعرفون حتى الآن أين سقط هذا الجسم السماوي السيار قبل مائتين وخمسين مليون سنة عندما كانت الأرض قارة واحدة ضخمة , إلا أنهم يؤكدون أن الاصطدام لا بد أن يكون هائلا، وربما تسبب في إحداث ثورات بركانية وتغيرات جذرية في الظروف الجوية لدى انطلاق الغبار والرماد في أجواء الأرض.
و ينتظر أن يطلب علماء من الحكومة البريطانية اتخاذ المزيد من التدابير لحماية الأرض من خطر الصخور القادمة إلى الأرض من الفضاء الخارجي.
وتقول جماعة ضغط مكونة من أخصائيين إن الخطر الداهم الذي تمثله تلك الصخور ليس محض خيال علمي، وإنما هو أمر يلزم أخذه على محمل الجد.
وقد تولى صياغة تقرير المجموعة، الدكتور هاري أتكينسون الذي عمل في عدد من الوكالات الفضائية، والسير كريسبين تيكل مندوب بريطانيا السابق لدى الأمم المتحدة، والبروفيسور ديفيد وليامز من جامعة كوليج لندن.
ويتزامن نشر هذا التقرير مع مرور كويكب سيار يدعى "أر دي 53 " على مسافة تبعد عن الأرض باثني عشر ضعفا لمسافة القمر من كوكبنا , وبالرغم من أن خطر اصطدام هذه الصخرة الفضائية، التي تقدر مساحتها بما بين ثلاثمئة وأربعمئة متر، بالأرض أمر مستبعد، فإنها تبرز في الوقت ذاته الخلاصات التي توصلت إليها مجموعة العمل.
وقد توصل العلماء في الآونة الأخيرة إلى أنه يمر بمدار الأرض حوالي ألف كويكب سيار تصل مساحتها إلى كيلومتر واحد أو تزيد , ويشار إلى أن بعض الباحثين يرجحون أن الديناصورات انقرضت منذ خمس وستين مليون سنة نتيجة لارتطام الأرض بجسم فضائي تبلغ مساحته عشرة كيلومترات .
ولم يسبق لأي شخص أن توفي أو جرح بسبب سقوط صخرة فضائية، لكن نتائج سقوط إحداها على الأرض ستكون وخيمة.
ويرجح العلماء أن جسما تبلغ مساحته مئة متر، يقع على الأرض مرة كل عشرة آلاف سنة، وينجم عن الاصطدام انفجار شبيه بما تخلفه قنبلة قوتها مئة ميجاطن.
ويسقط على الأرض في كل مئة ألف عام، جسم سماوي تبلغ مساحته كيلومترا واحدا. وينجم عن الارتطام انفجار تبلغ قوته عشرة ملايين أضعاف ما سببته القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما.
لقد نجت الأرض من الارتطام بشهاب له القدرة على محو مدينة بأكملها من على الخريطة، بعد أن تخطاها بمسافة صغيرة للغاية ,ومر الشهاب الذي يبلغ حجمه خمسين ياردة فوق لندن بسرعة أكثر من عشرين ميلا في الثانية على مسافة تبتعد عن الأرض بمجرد أربعمئة وثمانين ألف ميل، أي ضعف المسافة إلى القمر , وربما تكون هذه المسافة كبيرة جدا بالمقاييس الأرضية لكنها بالحسابات الفلكية مجرد شعرة.
وقال روبين سكاجل نائب رئيس الجمعية الفلكية إن علماء الفلك بإمكانهم تعقب الشهب التي يبلغ حجمها كيلومترا تقريبا، لكن الشهب الصغيرة تكون أصعب في تعقبها
وأضاف أن أمرا كهذا لم يكن يلفت نظر أحد، لكن الآن مع تطور أجهزة الرصد بدأ العلماء يدركون أن الأرض في مرمى الشهب المتساقطة .
وقال سكاجل إن الشهاب الذي أطلق عليه اسم 2000 واي ايه كان ضخما بدرجة تكفي لأن يدمر لندن، وتابع أن جسما بهذا الحجم يمكن أن يخلف حفرة لمسافة ثلاثة أرباع الميل.
وقال البروفسور دنكان ستيل مؤلف كتاب الأرض الهدف والذي يتحدث عن الشهب، لراديو بي بي سي إن آخر مرة اصطدم فيها جسم فضائي بالأرض كانت عام 1908 فوق سيبيريا , وأضاف أن الطاقة التي خرجت منه تعادل عشرين ميجا طن من مادة تي ان تي شديدة التفجير , وتابع قائلا إن الشهاب الأخير كان سيدخل المجال الجوي للأرض فوق مدينة لندن وكان سيدمرها بالكامل.
وكانت الحكومة البريطانية قد شكلت لجنة عمل لتقييم ما يطلق عليها الأجسام القريبة من الأرض، وطالبت اللجنة الوزراء بالسعي للتعاون مع شركاء دوليين لبناء تلسكوب بقيمة خمسة عشر مليون دولار يخصص لرصد أي أجسام يمكن أن تهدد الأرض.
تغطية خاصة من الجمعية الفلكية بمدينة جدة:
خطر اصطدام " ابوفيس " بالارض *
اسم الكويكب :
Asteroid 99942 Apophis - 2004 MN4
المكتشف :
روي تاكر – ديفيد ثالون – فابريزو برنادي
تاريخ الاكتشاف :
19 يونيو 2004
التسمية الاخرى له :
2004 MN4
الفئة التي ينتمي اليها :
Aten
خصائص مداره:
يتحرك في مدار يبلغ اختلافة المركزي 0.191 - عندما يكون في الأوج يكون على مسافة 1.099 وحدة فلكية ، وعندما يكون في الحضيض يكون على مسافة 0.746 وحدة فلكية ، تبلغ سرعته في مدارة 30.37 كلم/ثانية – وتبلغ مدة دورته المدارية 323.587 يوم – تبلغ زاوية ميله 3.331 درجة
خصائصة الفيزيائية :
يبلغ حجمة 250 متر - تبلغ كتلته 2×1010 كلغ – متوسط الكثافة " غير معروف " – الجاذبية على سطحة " غير معروفة " – مقدار الدورة المحورية " غير معروفة " – درجة الحرارة 290 كلفن – اللمعان المطلق 19.2
- التفاصيل و الشرح -
تخضع الكرة الأرضية والقمر للرجم بالنيازك والشهب . واصطدام الكويكبات التي قد تحدث أثرا بالغا كالذي حدث في تنجوسكا يمكن أن يحدث مره كل ألف عام ، ولكن اصطدام جرم سماوي كبير يمكن أن يحدث مرة كل بليون سنه . و باصدام جسم مكون من الجليد بالأرض ربما لا ينتج عن الصدمة فوهة كبيرة ، غير أن الصادم كبيرا ومكونا بشكل رئيسي من الصخر كما هو الحال مع " ابـوفـيس " فانه يؤدي إلى حدوث انفجار بالصدم يتولد عنه تجويف نصف كروي يسمى – فوهة الصدمة – وإذا لم تحدث أية عملية جيولوجية تزيلها تملؤها بالرواسب فان الفوهة ستبقى ماثلة بشكل واضح بلايين السنين . واقرب مثال هو سطح القمر فإذا ما تفحصناه لوجدناه مغطى بالعديد من فوهات الصدم التي لم تؤثر عليها عوامل التعريه لاختفاء هذه العوامل على سطح القمر .
ونحن جميعا قد نشاهد ما ينشر في عدد من مواقع الفلك التي تشكك في إمكانية حدوث اصطدام كويكب بالكرة الأرضية . ونحن نقول بأنه صحيح أن نسبة الاصطدام ضئيلة ولكن هذه النسبة الصغيرة نظل خطرا قائما . ونحن نوضح الفكرة بشكل اكبر عند دراسة النظام الشمسي ككل وليكن قمرنا في المقدمة إن هؤلاء جميعا هم شهادة واضحة لا يمكن التشكيك فيها عما حدث في وقت سابق من تاريخ النظام الشمسي . ويمكن الإطلاع على الصور التي تنشر من خلال وكالات الفضاء المختلفة فسوف تشاهد دلائل على حدوث كوارث صدمية قديمة لا حصر لها .
ويمكن حساب معدل تشكل الفوهات على سطح القمر بتقسيم عدد الفوهات على الزمن فإذا كان نشوء القمر يعود إلى ألف مليون سنه وعدد الفوهات عشرة ألاف فوهة ، فهذا معناه أن في كل 100 ألف سنه تتشكل فوهة بحادثة صدمية هذا على القمر ، أما بالنسبة للأرض فبما أن مساحتها اكبر بكثير من القمر لذا فان فتره الاصطدام تكون اقل لتشكل فوهة صدمية واحدة اتساعها كيلو متر واحد كما هو الحال مع الفوهه الموجودة في أريزونا بالولايات المتحدة، والتي وجد أن عمرها يعود إلى حوالي 20 – 30 ألف سنه مضت
إن الاصطدام الفعلي لكويكب بسطح القمر يؤدي إلى حدوث انفجار يكفي بريقه الشديد لان يراه الراصد من على سطح الراصد. وإذا عدنا بالتاريخ إلى الماضي وتحديدا إلى 25 يونيو العام 1178م حيث شاهد خمسة " راهبان " من الإنكليز سحابة على القمر ، وتعود القصة عندما كان هلالا وفجاه شاهدوا الهلال ينقسم إلى جزئين ومن نقطة في منتصف موضع الانقسام انبثق عمود عاليا من اللهب يفيض بالنار والفحم الساخن والشرر. وتم التأكيد على أقولهم من قبل الفلكيان " ديرال موبهولاند " و " اوديل كالامي " هذا الصدم القمري فوجدوه لما جاء به هؤلاء الرهبان. والفوهة التي تشكلت قبل 829 سنه مازالت موجوده على الأغلب بسبب أن عوامل التعرية على القمر معدومة .
حاليا يعتبر " ابـوفـيس " واحدا من أهم واخطر الكويكبات المعروفة ولذلك يعود إلى الخطر الذي يشكلها على الكرة الأرضية ، فمدارة يتقاطع في نقطتين مع مدار الأرض وهناك احتمالية إلى أن يصطدم بها في المستقبل القريب ، وبسبب الآثار التي قد تنجم عن ذلك .
قوة الجاذبية الأرضية تسبب اضطرابات كثيرة في مدارة وهو الأمر الذي جعل الباحثين في حيرة من أمرهم.
" ابوفيس" هو كويكب قريب من الأرض وبسبب مدارة سبب في ديسمبر العام 2004 الكثير من القلق لدى علماء الفلك والفضاء ويعود السبب في ذلك إلى بيانات أولية تذكر انه يوجد احتمال كبير انه قد يضرب الكرة الأرضية في العام 2029. إضافة إلى ذلك ظهرت هناك دراسات تذكر إلى انه قد تؤكد تلك المخاطر من اصطدام هذا الكويكب بالأرض أو القمر في العام 2029 .
إضافة إلى ذلك تبقى إمكانية خلال العام 2029 عند اقترابه من الأرض أن يعبر الكويكب من خلال ما يعرف باسم " جـاذبـيـة ثـقـب الـمـفـتاح " وهي منطقة محدودة في الفضاء لا تزيد عن 400 متر ، ولكن يكون هناك أي خطر حقيقي ، وذلك يجعل التاريخ التالي 13 ابريل 2036 ، محط أنظار علماء الفلك والفضاء .
الكويكب ينتمي إلى مجموعة تسمى " Aten asteroid " وهي كويكبات محورها اقل من وحدة فلكية. الكويكب وهو يدور حول الشمس في مدة 323 يوما وهذا المدار يجعل الكويكب يتقاطع مع مدار الأرض مرتين في كل دورة حول الشمس . وبناء على ملاحظة لمعان هذا الكويكب تبين أن طولة حوالي 415 متر (1350 قدم ) ، ومن خلال بيانات وفق ملاحظة الطيف بالأشعة تحت الحمراء والتابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا في هاوي في العام 2005 انه 320 متر (1050 قدم ) وتبلغ كتلته 4.6x 10000000000 كلغ
في فبراير 2005 مر الكويكب مر قرب الأرض على ارتفاع اقل من مدار الأقمار والتي تبلغ 35.786 كلم (220.33 ميل ) وكان مقدار لمعانه 3.3 ماغ من لمعان النجوم وبلغت سرعته الزواية القصوى 42 درجة في الساعة وباقتراب كهذا وبهذا الحجم لا يحدث إلا كل 1.300 سنه وكان قطره الزاوية ثانيتين قوسيتبن الأمر الذي يعني انه ظهر وكأنه نجمة وذلك من خلال التلسكوبات الكبيرة
و قد تم اكتشاف " ابوفيس" في 19 يونيو 2004 بواسطة " روي تايكر " و ديفيد ثالون " و فابريزو برنادي " بتمويل من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إلى جامعه هاوي وتمت عملية تتبع الكويكب من المرصد الوطني في أريزونا ، وقامت هذه ألمجموعه بالمراقبة مدة ليلتين . وتم إطلاقه تمسية لذها الكويكب الجديد وهي 2004MN4
في 18 ديسمبر تم رصدة ودراسته من استراليا وتم تمويل هذه الدراسة أيضا من خلال وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ، وتم تلقي العديد من الأرصاد من مناطق مختلفة حول العالم .
عند اكتشافه لأول مره أعطي تسمية مؤقتة وهي 2004MN4 وهو هذه التسمية تذكر في المقالات والأخبار العلمية وعندما كان مدارة يحسب تلقى الكويكب الأعداد 99942 في 24 يونيو 2005 وهو الرقم الأول الذي يعطى لكويكب من المحتمل أن يصطدم بالكرة الأرضية .
بتاريخ 19 يوليو 2005 تلقى الكويكب تسمية " ابوفيس" . " ابوفيس" في اليونانية هو إلهه مصرية قديمة " ألمدمره " الذي يسكن في الظلام الأبدي وهو يحاول تدمير الشمس خلال عبورة في الليل. ويعتقد مكتشفوا الكويكب أن هذه التسمية مناسبة له وهي وكما ذكروا شبيهه بمسلسل الخيال العلمي Stargate SG-1 وفي هذه السلسة التلفزيونية يوجد كائن فضائي يدعى " ابــوفــيــس " وهو يسعى إلى تدمير الأرض.
و هذه صورة لموقع الكويكب في اقترابه 24 ديسمبر 2004
أما هذه فصورة إفتراضية لموقع الكويكب في اقترابه المتوقع فى 13 ابريل 2029
تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.
و فى تاريخ 21 يوليو 2008 تم الاعلان عن تنبأ علماء الفلك الروس بأحتمال اصطدام الكويكب "أبوفيس" مع الأرض بعد 28 عاما. هذا وقد حسب العلماء مسار الكويكب ومستقبل الأرض عام 2036. تم ذلك بواسطة احد تلسكوبات رصد الكواكب في روسيا، الذي تمكن أيضا من متابعة اقتراب كويكب "أبوفيس" من الأرض، بعد أن قدمت أمريكا أدلة على رؤيته.